ثقفه فتثقف أو أبى

ثَقَّفَهُ فَتَثَقَّفَ أَوْ أَبَى

“التثقيف” إكساب الآخر المتثقف ثقافة الأنا المثقف، في سبيل إنارة بصيرته، وإخصاب حياته، وزيادة إنسانيته.
ولما كانت ثقافة الأنا هذه هي كل ما أنتجه صاحبها منذ رسخت في نفسه عقائده الخاصة وحركته إلى كل قول وفعل وإقرار، وجب أن يُسَرِّبَها عند تثقيف الآخر من منافذ كالتي تسربت إليه منها:
فيطلعه أولا على عقائده الخاصة في أصولها الناصعة الواضحة،
ثم يطلعه ثانيا على أفكاره المتولدة من إيمانه بتلك العقيدة،
ثم يطلعه ثالثا على أفعاله المشتملة على تلك الأفكار،
ثم يطلعه رابعا على ما تبناه من أفكار غيره وأفعاله التي لم تخالف أفكاره هو وأفعاله المتولدة من عقيدته؛
فربما اتفقت بين البشر الأفكار وأفعالها على رغم اختلاف العقائد؛ فحسن أن يستوعبوها جميعا.
وإذا تأملنا تاريخ الدعوات التثقيفية، وجدناها فردية المبتدأ، جماعية المنتهى، من دون أن أعني أن جماعيتها هي مبتدأ نهايتها!
يخرج على الجماعة فَرْدٌ فَذٌّ مُشَيَّع، يسفه أحلامهم، ويهدم أصنامهم، زمانا ما، ثم يتبعه الناس قليلا قليلا، حتى تكون به وله جماعة متميزة من تلك الجماعة، يخرج عليها بعد حين فَرْدٌ آخَرُ فَذٌّ مُشَيَّعٌ، وجَماعَةٌ أُخْرى مُتَمَيِّزَةٌ!

Related posts

Leave a Comment